ليس هناك أجمل من لغتنا ولاأعمق منها ؛
فقد قال فيها شاعرنا حافظ إبراهيم :
أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ ... فَهَلْ سَاءَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي
الترادف في اللغة العربية :
هناك مقولة شهيرة تؤكد أن اللغة العربية غنية بمترادفاتها ، والحق أن فيها ألفاظاً تتقارب معانيها ولكن لا تتحد تماماً في دلالتها .
والترادف لغةً : هو «الردف» وهو ما تبع الشيء، وكل شيء تبع شيئاً فهو ردفه.
والترادف : التتابع، ومن ذلك قوله ـ تعالى ـ:
{بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9].
ونشير هنا إلى بعض الكلمات التي يشيع استخدامها على أنها مترادفات:
الجسم والجسد :
الجسم يطلق على: ما يكون فيه روح وحركة ،
أما الجسد فيستعـمل لمـا ليـس فـيـه روح أو حيـاة ؛
وذلك استـناداً لقول الله ـ تعالى ـ: {وَإذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ}
[المنافقون: 4]،
وقوله ـ تعالى ـ: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا}
[الأعراف: 148].
الصَّبُّ والسَّكب :
السَّـكب : هـو الـصَّب المتتابع، وقـد ورد هـذا اللفظ في موضع واحد في القرآن الكريم:
{وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ} [الواقعة: 30 - 31].
أما الصَّبُّ ففيه القوة والعنف ،
مثل قوله - تعالى -: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ}
[الفجر: 13]،
وكما في قوله: {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْـحَمِيمِ }
[الدخان: 48].
وعليه؛ فاستعمال لفظ «الصب» في العذاب يوحي بظلال أخرى غير التي نحسُّها في لفظ «السكب» ؛
إذ نلاحظ القوة والعنف مع الصب ، والهدوء والسلامة مع السكب .
الاستماع والإنصات والإصغاء:
الاستـماع : هـو إدراك المسـموع،
أمـا الإنصـات : فـهو السكوت بغية الاستماع لشـيء مـا ،
وعلـى ذلـك فقـد جمع الله بينهما في قوله :
{وَإذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
[الأعراف: 204] ؛
حيث إن الواجب على المسلم الاستماع للقرآن دون حديث أو حركة وذلك هو الإنصات.
أما الإصغاء فمعناه لغةً : «الميل»،
وذكر لسان العرب أن «أصغيْتَ إليه» أي ملْتَ برأسك نحوه ،
والإصغاء إذن يكون للسمع وغيره ؛
فإذا مال الإنسان بسمعه قلنا : أصغى سمعه ،
وإذا مال بقلبه قلنا : أصغى قلبه ،
ومن ذلك في القرآن: {إن تَتُوبَا إلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}
[التحريم: 4]،
وكما في قوله ـ تعالى ـ: {وَلِتَصْغَى إلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ}
[الأنعام: 113] .
الغيث والمطر:
في القرآن الكريم نجد أن الماء النازل من السماء يُذكر باسمه ، والغيث والغوث هو العون والمساعدة كما في قوله :
{ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}
[يوسف: 49]،
كما أن مادة «غيث» تأتي بمعنى : الماء المغيث الذي يسقي الناس والزرع ؛
كما في قوله ـ تعالى ـ:
{إنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ}
[لقمان: 34]،
أما المطر فقد ورد ذكره في القرآن الكريم سواء جاء اسماً أو فعلاً في خمسة عشر موضعاً ؛
منها. أربعة عشر في العذاب والعقاب صراحة ، منها :
{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ}
[الشعراء: 173]،
وقوله ـ تعالى ـ: {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ}
[الفرقان: 40].
الزواج والنكاح :
كلمة «الزواج» والفعل «زوّج» لا يستعملان إلا بعد تمام العقد والدخول واستقرار الحياة الزوجية ،
لذا نلاحظ استعمال الفعل «زوّج» بصيغة الماضي الذي يدل على وقوع الحدث ،
كما في قوله: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان: 54]،
وكما في قوله: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37].
أما «النكاح» فإنه يعني الرغبة في الزواج ، أو إرادة وقوعه ، أي قبل أن يتحقق الزواج فهو نكاح ،
لذلك نجد أن الأفعال التي تؤدي هذا المعنى في القرآن الكريم جميعها دالة على المستقبل ؛
كما في قوله : {قَالَ إنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}
[القصص: 27]،
وكما في قوله :
{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا}
النساء ﴿٣﴾
وهنا تحضرني كلمات شاعر النيل حافظ إبراهيم بقوة ؛
لذلك أحببت مشاركتي الاستمتاع بالقصيدة :
فماذا تقول اللغه العربيه عن نفسها وكيف تنعي حظها لترك أبنائها لها :
استمتعوا معى هنــــــــــا
رَجَعْتُ لنفسي فاتَّهَمْتُ حَصَاتي ... وناديتُ قَوْمي فاحْتَسَبْتُ حَيَاتي
رَمَوْني بعُقْمٍ في الشَّبَابِ وليتني ... عَقُمْتُ فلم أَجْزَعْ لقَوْلِ عُدَاتـــــــي
وَلَدْتُ ولمّا لم أَجِدْ لعَرَائســـــــــي ... رِجَالاً وَأَكْفَاءً وَأَدْتُ بَنَاتــــــــــــــــــي
وَسِعْتُ كِتَابَ الله لَفْظَاً وغَايَـــــــــةً ... وَمَا ضِقْتُ عَنْ آيٍ بهِ وَعِظِــــــــــاتِ
فكيفَ أَضِيقُ اليومَ عَنْ وَصْفِ آلَــةٍ ... وتنسيقِ أَسْمَاءٍ لمُخْتَرَعَـــــــــــــاتِ
أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِـــنٌ ... فَهَلْ سَاءَلُوا الغَوَّاصَ عَن صَدَفَاتـــي
فيا وَيْحَكُمْ أَبْلَى وَتَبْلَى مَحَاسِني ...وَمِنْكُم وَإِنْ عَزَّ الدَّوَاءُ أُسَاتــــــــــــي
فلا تَكِلُوني للزَّمَانِ فإنَّنـــــــــــــي ... أَخَافُ عَلَيْكُمْ أنْ تَحِينَ وَفَاتــــــــــي
أَرَى لرِجَالِ الغَرْبِ عِزَّاً وَمِنْعَـــــــــةً ... وَكَمْ عَزَّ أَقْوَامٌ بعِزِّ لُغَــــــــــــــــــــــاتِ
أَتَوا أَهْلَهُمْ بالمُعْجزَاتِ تَفَنُّنَـــــــــاً ... فَيَا لَيْتَكُمْ تَأْتُونَ بالكَلِمَـــــــــــــــــاتِ
أَيُطْرِبُكُمْ مِنْ جَانِبِ الغَرْبِ نَاعِـــبٌ ... يُنَادِي بوَأْدِي في رَبيعِ حَيَاتـــــــــي
وَلَوْ تَزْجُرُونَ الطَّيْرَ يَوْمَاً عَلِمْتُــــــمُ ... بمَا تَحْتَهُ مِنْ عَثْرَةٍ وَشَــــــــــــــتَاتِ
سَقَى اللهُ في بَطْنِ الجَزِيرَةِ أَعْظُمَـــــــــــــــــــاً يَعِزُّ عَلَيْهَا أَنْ تَلِينَ قَنَاتي
حَفِظْنَ وَدَادِي في البلَــــــــــــى ... وَحَفِظْتُهُ لَهُنَّ بقَلْبٍ دَائِمِ الحَسَــرَاتِ
وَفَاخَرْتُ أَهْلَ الغَرْبِ ، وَالشَّرْقُ مُطْــــــــــــرِقٌ حَيَاءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِرَاتِ
أَرَى كُلَّ يَوْمٍ بالجَرَائِدِ مَزْلَقَـــــــاً ... مِنَ القَبْرِ يُدْنيني بغَيْرِ أَنَــــــــــــــــــاةِ
وَأَسْمَعُ للكُتّابِ في مِصْرَ ضَجَّةً ... فَأَعْلَمُ أنَّ الصَّائِحِينَ نُعَاتـــــــــــــــــي
أَيَهْجُرُني قَوْمي عَفَا اللهُ عَنْهُــــــــــــــــــــــــــــمُ إِلَى لُغَةٍ لم تَتَّصِلْ برُوَاةِ
سَرَتْ لُوثَةُ الإفْرَنْجِ فِيهَا كَمَا سَــــــــرَى لُعَابُ الأَفَاعِي في مَسِيلِ فُرَاتِ
فَجَاءَتْ كَثَوْبٍ ضَمَّ سَبْعِينَ رُقْعَـــــــــــــــــــــــةً مُشَكَّلَةَ الأَلْوَانِ مُخْتَلِفَاتِ
إِلَى مَعْشَرِ الكُتّابِ وَالجَمْعُ حَافِلٌ ... بَسَطْتُ رَجَائي بَعْدَ بَسْطِ شَكَاتي
فإمَّا حَيَاةٌ تَبْعَثُ المَيْتَ في البلَى وَتُنْبتُ في تِلْكَ الرُّمُوسِ رُفَاتي
وَإِمَّا مَمَاتٌ لا قِيَامَةَ بَعْدَهُ مَمَاتٌ ... لَعَمْرِي لَمْ يُقَسْ بمَمَاتِ
فقد قال فيها شاعرنا حافظ إبراهيم :
أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ ... فَهَلْ سَاءَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي
الترادف في اللغة العربية :
هناك مقولة شهيرة تؤكد أن اللغة العربية غنية بمترادفاتها ، والحق أن فيها ألفاظاً تتقارب معانيها ولكن لا تتحد تماماً في دلالتها .
والترادف لغةً : هو «الردف» وهو ما تبع الشيء، وكل شيء تبع شيئاً فهو ردفه.
والترادف : التتابع، ومن ذلك قوله ـ تعالى ـ:
{بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9].
ونشير هنا إلى بعض الكلمات التي يشيع استخدامها على أنها مترادفات:
الجسم والجسد :
الجسم يطلق على: ما يكون فيه روح وحركة ،
أما الجسد فيستعـمل لمـا ليـس فـيـه روح أو حيـاة ؛
وذلك استـناداً لقول الله ـ تعالى ـ: {وَإذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ}
[المنافقون: 4]،
وقوله ـ تعالى ـ: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا}
[الأعراف: 148].
الصَّبُّ والسَّكب :
السَّـكب : هـو الـصَّب المتتابع، وقـد ورد هـذا اللفظ في موضع واحد في القرآن الكريم:
{وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ} [الواقعة: 30 - 31].
أما الصَّبُّ ففيه القوة والعنف ،
مثل قوله - تعالى -: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ}
[الفجر: 13]،
وكما في قوله: {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْـحَمِيمِ }
[الدخان: 48].
وعليه؛ فاستعمال لفظ «الصب» في العذاب يوحي بظلال أخرى غير التي نحسُّها في لفظ «السكب» ؛
إذ نلاحظ القوة والعنف مع الصب ، والهدوء والسلامة مع السكب .
الاستماع والإنصات والإصغاء:
الاستـماع : هـو إدراك المسـموع،
أمـا الإنصـات : فـهو السكوت بغية الاستماع لشـيء مـا ،
وعلـى ذلـك فقـد جمع الله بينهما في قوله :
{وَإذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
[الأعراف: 204] ؛
حيث إن الواجب على المسلم الاستماع للقرآن دون حديث أو حركة وذلك هو الإنصات.
أما الإصغاء فمعناه لغةً : «الميل»،
وذكر لسان العرب أن «أصغيْتَ إليه» أي ملْتَ برأسك نحوه ،
والإصغاء إذن يكون للسمع وغيره ؛
فإذا مال الإنسان بسمعه قلنا : أصغى سمعه ،
وإذا مال بقلبه قلنا : أصغى قلبه ،
ومن ذلك في القرآن: {إن تَتُوبَا إلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}
[التحريم: 4]،
وكما في قوله ـ تعالى ـ: {وَلِتَصْغَى إلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ}
[الأنعام: 113] .
الغيث والمطر:
في القرآن الكريم نجد أن الماء النازل من السماء يُذكر باسمه ، والغيث والغوث هو العون والمساعدة كما في قوله :
{ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}
[يوسف: 49]،
كما أن مادة «غيث» تأتي بمعنى : الماء المغيث الذي يسقي الناس والزرع ؛
كما في قوله ـ تعالى ـ:
{إنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ}
[لقمان: 34]،
أما المطر فقد ورد ذكره في القرآن الكريم سواء جاء اسماً أو فعلاً في خمسة عشر موضعاً ؛
منها. أربعة عشر في العذاب والعقاب صراحة ، منها :
{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ}
[الشعراء: 173]،
وقوله ـ تعالى ـ: {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ}
[الفرقان: 40].
الزواج والنكاح :
كلمة «الزواج» والفعل «زوّج» لا يستعملان إلا بعد تمام العقد والدخول واستقرار الحياة الزوجية ،
لذا نلاحظ استعمال الفعل «زوّج» بصيغة الماضي الذي يدل على وقوع الحدث ،
كما في قوله: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان: 54]،
وكما في قوله: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37].
أما «النكاح» فإنه يعني الرغبة في الزواج ، أو إرادة وقوعه ، أي قبل أن يتحقق الزواج فهو نكاح ،
لذلك نجد أن الأفعال التي تؤدي هذا المعنى في القرآن الكريم جميعها دالة على المستقبل ؛
كما في قوله : {قَالَ إنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}
[القصص: 27]،
وكما في قوله :
{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا}
النساء ﴿٣﴾
وهنا تحضرني كلمات شاعر النيل حافظ إبراهيم بقوة ؛
لذلك أحببت مشاركتي الاستمتاع بالقصيدة :
فماذا تقول اللغه العربيه عن نفسها وكيف تنعي حظها لترك أبنائها لها :
استمتعوا معى هنــــــــــا
رَجَعْتُ لنفسي فاتَّهَمْتُ حَصَاتي ... وناديتُ قَوْمي فاحْتَسَبْتُ حَيَاتي
رَمَوْني بعُقْمٍ في الشَّبَابِ وليتني ... عَقُمْتُ فلم أَجْزَعْ لقَوْلِ عُدَاتـــــــي
وَلَدْتُ ولمّا لم أَجِدْ لعَرَائســـــــــي ... رِجَالاً وَأَكْفَاءً وَأَدْتُ بَنَاتــــــــــــــــــي
وَسِعْتُ كِتَابَ الله لَفْظَاً وغَايَـــــــــةً ... وَمَا ضِقْتُ عَنْ آيٍ بهِ وَعِظِــــــــــاتِ
فكيفَ أَضِيقُ اليومَ عَنْ وَصْفِ آلَــةٍ ... وتنسيقِ أَسْمَاءٍ لمُخْتَرَعَـــــــــــــاتِ
أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِـــنٌ ... فَهَلْ سَاءَلُوا الغَوَّاصَ عَن صَدَفَاتـــي
فيا وَيْحَكُمْ أَبْلَى وَتَبْلَى مَحَاسِني ...وَمِنْكُم وَإِنْ عَزَّ الدَّوَاءُ أُسَاتــــــــــــي
فلا تَكِلُوني للزَّمَانِ فإنَّنـــــــــــــي ... أَخَافُ عَلَيْكُمْ أنْ تَحِينَ وَفَاتــــــــــي
أَرَى لرِجَالِ الغَرْبِ عِزَّاً وَمِنْعَـــــــــةً ... وَكَمْ عَزَّ أَقْوَامٌ بعِزِّ لُغَــــــــــــــــــــــاتِ
أَتَوا أَهْلَهُمْ بالمُعْجزَاتِ تَفَنُّنَـــــــــاً ... فَيَا لَيْتَكُمْ تَأْتُونَ بالكَلِمَـــــــــــــــــاتِ
أَيُطْرِبُكُمْ مِنْ جَانِبِ الغَرْبِ نَاعِـــبٌ ... يُنَادِي بوَأْدِي في رَبيعِ حَيَاتـــــــــي
وَلَوْ تَزْجُرُونَ الطَّيْرَ يَوْمَاً عَلِمْتُــــــمُ ... بمَا تَحْتَهُ مِنْ عَثْرَةٍ وَشَــــــــــــــتَاتِ
سَقَى اللهُ في بَطْنِ الجَزِيرَةِ أَعْظُمَـــــــــــــــــــاً يَعِزُّ عَلَيْهَا أَنْ تَلِينَ قَنَاتي
حَفِظْنَ وَدَادِي في البلَــــــــــــى ... وَحَفِظْتُهُ لَهُنَّ بقَلْبٍ دَائِمِ الحَسَــرَاتِ
وَفَاخَرْتُ أَهْلَ الغَرْبِ ، وَالشَّرْقُ مُطْــــــــــــرِقٌ حَيَاءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِرَاتِ
أَرَى كُلَّ يَوْمٍ بالجَرَائِدِ مَزْلَقَـــــــاً ... مِنَ القَبْرِ يُدْنيني بغَيْرِ أَنَــــــــــــــــــاةِ
وَأَسْمَعُ للكُتّابِ في مِصْرَ ضَجَّةً ... فَأَعْلَمُ أنَّ الصَّائِحِينَ نُعَاتـــــــــــــــــي
أَيَهْجُرُني قَوْمي عَفَا اللهُ عَنْهُــــــــــــــــــــــــــــمُ إِلَى لُغَةٍ لم تَتَّصِلْ برُوَاةِ
سَرَتْ لُوثَةُ الإفْرَنْجِ فِيهَا كَمَا سَــــــــرَى لُعَابُ الأَفَاعِي في مَسِيلِ فُرَاتِ
فَجَاءَتْ كَثَوْبٍ ضَمَّ سَبْعِينَ رُقْعَـــــــــــــــــــــــةً مُشَكَّلَةَ الأَلْوَانِ مُخْتَلِفَاتِ
إِلَى مَعْشَرِ الكُتّابِ وَالجَمْعُ حَافِلٌ ... بَسَطْتُ رَجَائي بَعْدَ بَسْطِ شَكَاتي
فإمَّا حَيَاةٌ تَبْعَثُ المَيْتَ في البلَى وَتُنْبتُ في تِلْكَ الرُّمُوسِ رُفَاتي
وَإِمَّا مَمَاتٌ لا قِيَامَةَ بَعْدَهُ مَمَاتٌ ... لَعَمْرِي لَمْ يُقَسْ بمَمَاتِ